تمرون الديار، ولم تعوجوا ... طعامكم علي إذا حرام
يريد: تمرون عن الديار.
وقال المصنف في الشرح: ((يدل على صحة تقدي الحرف في لأظفر طائراً أنك لا تقول ظفرته فهو مظفور، بل تقول: ظفرت به فهو مظفور به، وكذا في الصراط، لا يقال إلا قعدت عليه فهو مقعود عليه)).
وقوله أو لكثرة الاستعمال قال المصنف في الشرح: ((إن ورد حذفه وكثر قبل، وقيس عليه، نحو: دخلت الدار والمسجد، فيقاس عليه نحو: دخلت البلد والبيت وغير ذلك من الأمكنة، وإن لم يكثر ولم يقس عليه، نحو: توجه مكة، وذهب الشام، ومطرنا السهل والجبل، وضرب فلان الظهر والبطن، لا يقاس على هذه ما أشبهها)).
وقوله أو لتضمين معنى يوجب ذلك مثاله قول نصر بن سيار:
((أرحبكم الدخول في طاعة الكرماني)) ورحب على وزن لا يجيء متعديا البتة، لكنه عداه لما ضمنه معنى وسع، فأجرى مجراه، وليس بقياس فيفعل ذلك في غيره دون سماع. وكذا قول علي: ((إن بسراً قد طلع اليمن))؛ لتضمينه معنى بلغ، فعداه تعديته.
وإذا شيب اللازم معنى فعل متعد فأكثر ما يكون فيما يتعدى بحرف جر، فيصير يتعدى بنفسه، فمن النحويين من قاس ذلك لكثرته، ومنهم من قصره على