فصار في المسألة ثلاثة مذاهب: استواؤها،
وأرجحيه الرفع،
وأرجحيه النصب.
ومن غريب النقل ما ذكره ابن أصبغ من أن س وعامة النحويين أجازوا الرفع في قولك: ما ضربته ولا عمراً أكرمته، ومنعه بعض المتأخرين، وكأنه غلط، أو هو يتأول على معنى اختيار الرفع.
وقوله أو حيث مثاله: حيث زيدا تلقاه يكرمك.
وإنما كان النصب أرجح لأن"حيث"في معنى حروف المجازاة.
وقوله: أو عاطفا على جملة فعلية تحقيقا مثاله: لقيت زيدا وعمرا كلمته.
وسواء/أكان الفعل متعديا أم لازما، متصرفا أم جامدا، تاما أم ناقصا،
نحو: لست أخاك وزيدا أعينك عليه، وكنت أخاك وعمرا كنت له أخا.
وسواء أقدمت الفعل أم اخرته، نحو: عمرا لقيت وزيدا كلمته، وتقول: قام زيد وعمرا كلمته.
وإنما كان راجحاً للمشاكلة؛ إذ يكون عطف جملة فعلية على جملة فعلية، قال تعالى {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا. وقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ}،وقال {فَرِيقًا هَدَى وفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ}،
والتقدير: وأغرقنا قوم نوح، وأضل فريقا،
وقال الشاعر:
وتيماء، لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أطماً إلا مشيدا بجندل