وقال المصنف في الشرح: "حكم التاء في تصحيح المؤنث حكمها في مفرده ومثناه، فلا يقال قام الهندات إلا على لغة من قال: قال فلانة؛ لأن لفظ الواحد في جمع التصحيح على الحال التي كان عليها في الإفراد والتثنية، فيتنزل قولك قامت الهندات منزلة قولك قامت هند وهند وهند، هذا هو الصحيح" انتهى. وهو موافق لقول أهل البصرة إلا في قوله "فلا يقال قام الهندات إلا على لغة من قال: قال فلانة".
وقوله ولحاقها إلى قوله فبالعكس مثال الفصل بغير إلا: قامت اليوم هند، وقام اليوم هند، الأجود لحاق التاء. ومثال الفصل بإلا: ما قام إلا هند، وما قامت إلا هند، الأحسن عند المصنف ألا تلحق، ويجوز عنده أن تلحق.
وفي هذه المسألة الثانية -وهي الفصل بإلا- خلاف: فالذي ذهب إليه أصحابنا أنه يلزم الحذف، ولا يجوز "ما قامت إلا هند" إلا في ضرورة الشعر، نحو قول الراجز:
ما برئت من ريبة وذم ... في حربنا إلا بنات العم
قال الأخفش: يقولون: ما جاءني إلا امرأة، فيذكرون حملًا على المعنى في "أحد"، ولا يؤنثون إلا في الشعر، نحو قوله:
............................... ... فما بقيت إلا الضلوع الجراشع