بها العين والآرام لا عد عندها ولا كرعٌ إلا المغرات والربل
وقوله، وهو جرير:
بأي بلاءٍ يا نُمير بن عامرٍ وأنتم ذنابى، لا يدين ولا صدر
وقول الآخر:
هذا - وجدكم - الصغار بعينه لا أم لي إن كان ذاك ولا أب
أنشده س وأبو علي على ذلك، وعدلوا إليه، ولم يذهبوا إلى أن (لا أب) ارتفع فيه (أب) على أن تكون (لا) بمنزلة (ليس)، ويكون (أب) اسمها، لما يؤدي إليه ذلك من كثرة الحذف؛ إذ يلزم حذف خبر ليس، وحذف شرط آخر، وحذف جوابه بتقدير جعل (لا) بمنزلة (ليس) لأنها مستأنفة، فيصير من عطف الجمل، ولا يريد انتفاء الأب على الإطلاق، بل انتفاءه على تقدير شرط، وهو: إن كان ذاك ولا أب. وفي الوجه الأول ليس فيه إلا حذف جواب الشرط الذي هو: إن كان ذاك، و (لا أب) من عطف المفردات، فلذلك رجحا حمل البيت على ما ذكرناه.
الرابع: لا حولٌ ولا قوةٌ، نحو قوله {لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ}، وقول الشاعر:
وما هجرتك حتى قلت معلنةً لا ناقةٌ لي في هذا ولا جمل