أريد هذا المعنى أكد ذلك الضمير، أو فصل بينه وبين المعطوف على الخلاف الذي بين البصريين والكوفيين. فإذا جردت من التأكيد والفصل كان ارتفاعه على غير العطف على الضمير أحسن، ويضعف رفعه عطفًا على الضمير. كان العطف على الضمير أظهر من جهة أنه يلزم في الوجه الأول الحمل على المعنى، ولا يلزم في هذا، ومن جهة تأكيد الضمير المستكن في الخبر من غير عطف عليه قليل في كلامهم جدًا.

ومثاله العطف بالرفع على غير الضمير المستكن في الخبر قول الشاعر:

فمن يك لم ينجب أبوه وأمه فإن لنا الأم النجية والأب

وقول الآخر:

إن النبوة والخلافة فيهم والمكرمات وسادة أظهار

ومثال ذلك في (لكن) قول الشاعر:

وما زلت سابقًا إلى كل غاية بها يقتضي في الناس مجد وإجلال

وما قصرت بي في التسامي خؤولة ولكن عمي الطيب الأصل والخال

وفي كتاب (التجريد لأحكام كتاب س) ما نصه- وهو لفظ س"- "وما يكون محمولًا على (إن)، فيشارك فيها الاسم الذي وليها، ويكون محمولًا على الابتداء: إن زيد ظريف وعمرو، فيرتفع على وجهين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015