العاطف لدلالة ما بعده مقطوع بثبوته في كلام العرب قبل دخول (إن) , نحو قوله:

نحن بما عندنا, وأنت بما عندك راض, والرأي مختلف

وبعد دخول (إن) , نحو قول الآخر:

خليلي هل طب, فإني وأنتما وإن لم تبوحا بالهوى دنفان

التقدير: نحن بما عندنا راضون, وفإني دنف, وقد قال س في قول الفرزدق:

إني ضمنت لمن أتاني ما جني وأبي, فكنت وكان غير غدور

"ترك أن يكون للأول خبر حين استغنى بالآخر". انتهى.

ولو كان العطف من قبيل عطف المفرد لكان وقوعه قبل التمام أولى؛ لأن وصل المعطوف بالمعطوف عليه أولى من فصله, ولو كان من عطف المفردات لجاز رفع غيره من التوابع, ولم يحتج س إلى تأويل في قوله {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} بأن جعل {عَلَّامُ} مرفوعًا على أنه خبر مبتدأ محذوف, أو بدلًا من الضمير في {يَقْذِفُ}.

وأيضًا فعمل الابتداء منسوخ بعد (إن) لفظًا ومحلًا كانتساخه بـ (كان) , و (ظن) , إلا أنها و (لكن) لما لم يتغير بدخولهما معنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015