وسميت أفعال المقاربة لأن فيها ما هو للمقاربة لا أنها كلها للمقاربة، لأن فيها ما هو للشروع في الفعل، وما هو للتراخي، فلا مقاربة في هذين، فإطلاق المقاربة عليها كلها مجاز، وهو من باب تسمية المجموع ببعض أفراده.
وذكر المصنف أفعال هذا الباب أربعة عشر فعلًا؛ لأن طفق بفتح الفاء وطبق بالباء المكسورة لغتان في طفق، وعدها المصنف ستة عشر فعلًا.
وزاد أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يحيي البهاري في كتابه المسمى "الإملاء المنتخل" في أفعال هذا الباب قارب وكارب وقرب وأحال وأقبل وأظل وأشفى وشارف وقرب ودنا وأثر وقام وقعد وذهب وازدلف ودلف وأزلف وأشرف وتهيأ وأسف. وزاد غيرهما: طار وانبرى وألم ونشب.
وأنشد المصنف شواهد على ما ذكر من الأفعال، وهي:
فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيد على الثلاث
/طفق الخلي بقسوة يلحى الشجي ونصيحة اللاحي الخلي عناء
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني ثوبي، فأنهض نهض الشارب الثمل