فإن قلت: فما تصنع بهذا البيت، وظاهره يدل على جواز إعمال "ما" إذا أكدت بـ"ما" كما ذهب إليه بعض الكوفيين؟

قلت: يحمل ذلك على الشذوذ، أو يتأول على أن الكلام تم عند قوله "فما"، ويكون قد حذف لعد "ما" فعل يدل عليه المعنى السابق، أي: فما يجدي الحزن، ثم ابتدأ، فقال: ما من حمام أحد معتصما، فعلى هذا لا تكون "ما" توكيدًا لـ"ما".

قال المصنف: "الثاني أن العرب قد استعملت إن زائدة بعد "ما" التي بمعنى "الذي"، وبعد "ما" المصدرية، وبعد "ما" التوقيتية، لشبهها في اللفظ بـ"ما" النافية، فلو لم تكن زائدة المقترنة بـ"ما" النافية لم يكن لزيادتها بعد الموصولتين مسوغ".

وقوله وقد تزاد قبل صلة "ما" الاسمية إلى قوله الإنكار مثل ذلك قوله:

يرجى المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب

أي: الذي لا يراه. وقوله:

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيرًا لا يزال يزيد

فـ"ما" مصدرية توقيتية. وقوله:

ألا إن سرى ليلي، فبت كئيبا أحاذر أن تنأى النوى بغضوبا

/وقال بعض العرب: "أأنا إنية"، فزاد "غن" قبل مدة الإنكار،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015