ولذلك دخلت الفاء في الجواب، وأما قوله:
إما أقمت، وأما أنت مرتحلا ..........................
فكسر مع الأول وفتح لظهور الفعل، وفتح الثاني مع عدمه. وصح عطف أحدهما علي الآخر لأنه في معني الشرط كالأول، وهو شرط علي رأي الكوفيين. وهل يصح الكسر مع عدم الفعل ووجود "ما"؟ فقال س: "حذف الفعل لا يجوز هنا كما لم يصح ثم إظهاره" يريد في المفتوحة، وقد يقال: لا يبعد علي رأي الكوفيين.
وزعم أبو العباس أنه يجوز إظهار الفعل مع المفتوحة، وتجعل "ما" زائدة, فتقول: أما كنت منطلقا انطلقت معك.
والصحيح أنه لا يجوز ذلك لأنه كلام جري مجري المثل، والأمثال وما يجري مجراها تقال كما سمعت، ولا يطرد فيها قياس، وليس هذا الموضع من مواضع قياس زيادة "ما".
وقوله وبعد "إن" قليلا مثاله قول العرب: افعل ذلك إما لا، أي: إن كنت لا تفعل غيره. ومثله قول الراجز:
أمرعت الأرض لو أن مالا ... لو أن نوقا لك أو جمالا
أوثلة من غنم إما لا
أي: إن كنت لا تجد غيرها، و"ما" عوض من الفعل.
ولا يحذف الفعل مع المكسورة معوضا منه "ما" إلا في هذا، فلو