اسمًا لـ"كان" لأنها بمنزلة "كثير"، فلا تلزم الصدر. والصحيح أن ذلك لا يجوز لأنها للمباهاة والافتخار، والحرف الموضوع لهذا المعنى له الصدر، وهو "رب"، فكذلك "كم"، مع أن السماع لم يرد بما ذكر.
وقوله أو الحذف كالمبتدأ في النعت المقطوع.
وقوله أو عدم، التصرف مثاله: طوبى للمؤمن، وسلام عليك، وويل للكافر.
وقوله أو الابتدائية لنفسه مثال قول ذي الرمة:
هاجت، ومثلي نوله أن يربعا حمامة هاجت حمامًا سجعا
أن يربع أي: يكف، يقال: أربع على نفسك، وتقول: نولك أن تفعل، أقاموه مقام: ينبغي لك أن تفعل، وأقل رجل يقول ذلك إلا زيد، أقاموه مقام: ما يقول ذلك رجل إلا زيد.
وما ذهب إليه من أن نولك يلزم الابتدائية لنفسه ليس بصحيح، بل قد أدخلت عليه العرب "كان" قال الشاعر، وهو النابغة -ونسبه ابن هشام لعلقمة غلطًا-:
فلم يك نولكم أن تشقذوني ودوني عازب وبلاد حجر
فأدخل عليه "يك"، وأنشط الزمخشري في كتاب "أساس البلاغة":
أأن حن أجمال، وفارق جيرة عنيت بنا ما كان نولك تفعل
يريد: أن تفعل، فحذف أن، فارتفع الفعل.