فَبِأَي شكر نقابل نعْمَة علينا وَبِأَيِّ جَزَاء نكافيء احسانه الينا سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ مَا قَامَ اُحْدُ من خلقه بِحَقِيقَة شكره وَلَا اثنى عَلَيْهِ مثن من عباده كَمَا اثنى هُوَ نَفسه وَلَا قدره مَخْلُوق حق قدره لَان ذَلِك كُله مَوْقُوف على الْمعرفَة بِهِ وَهِي بَحر مَا بلغ اُحْدُ الى قَعْره سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ مَا اسبغ انعمه واعدل احكامه لَو اننا شكرنا كَمَا فِي وسعنا لأوسعنا مزيدا وَلَو اتخذناه كَمَا يَنْبَغِي لَهُ رَبًّا لأصطفانا لنَفسِهِ عبيدا وَلَكنَّا لكشافه الْحجاب وقفنا مَعَ الْأَسْبَاب كم مُدع للتوحيد وَهُوَ مُشْرك بربه وَكم قَائِل انا عبد الله وَهُوَ عبد بَطْنه يَعْصِي ربه فِي اطاعة نَفسه وَيبِيع رضوَان الله بِرِضا مَخْلُوق مثله كم بَين مُتبع للهوى هوى نَفسه قد اتَّخذهُ الهه هَوَاهُ وَبَين ممتثل امْر ربه يشرى نَفسه ابْتِغَاء مرضاة الله اما يستحي الْمُدَّعِي لمحبة الْخَالِق ان يكون محبا لمخلوق احسن مِنْهُ فِي مُعَاملَة الحبيب ادبا وَأَصَح مِنْهُ فِي دَعْوَى الْمحبَّة نسبا رؤى مَجْنُون ليلى بعد مَوته فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وَقَالَ لي اذْهَبْ فقد جعلتك حجَّة على كل من ادّعى محبتي اهلونا لوصلهم ثمَّ صدوا ليروا صَبرنَا فَمَا ان صَبرنَا ثمَّ جاؤوا بِالْقربِ بعد بعاد ليروا شكرنا فَمَا ان شكرنا عذرونا فِي كل شئ سوى السلو عَنْهُم فاننا مَا عذرنا