من الأرزاق وَمد لكم فِي الْأَعْمَار إِلَى وَقت الْمَوْت وَهُوَ الْأَجَل الْمُسَمّى وَقيل الْمَتَاع الْحسن هُوَ أَن يرضيهم بِمَا أَعْطَاهُم وَقيل هُوَ استعمالهم بِطَاعَتِهِ وَمَعْرِفَة حَقه فَإِن الله يحب الشَّاكِرِينَ وَأهل الشُّكْر فِي مزِيد من الله تَعَالَى وَذَلِكَ قَضَاؤُهُ الَّذِي قضى وَذَلِكَ يَعْنِي أَنكُمْ أَيهَا الْمُسلمُونَ قد أطعتم ربكُم فِي الاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة وَقد أنْجز لكم مَا وعد المستغفرين والتائبين من الْمَتَاع الْحسن فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ قد عَفا عَنْكُم فِي أبدانكم ووسع لكم فِي أرزاقكم وأمنكم فِي أوطانكم وأعلاكم على عَدوكُمْ وشرفكم على أهل الْملَل وعصمكم من الرِّدَّة المحبطة للْعَمَل وستركم وجبركم وآواكم ونصركم فاعرفوا لله حق نعْمَته عَلَيْكُم وطالبوا أَنفسكُم بِوَاجِب طَاعَته وَيُؤْت كل ذِي فضل فَضله قَالَ الضَّحَّاك وَيُؤْت كل ذِي فضل فَضله من عمل سَيِّئَة كتيت عَلَيْهِ سَيِّئَة وَمن عمل حَسَنَة كتبت لَهُ عشر حَسَنَات فَإِن عُوقِبَ بِالسَّيِّئَةِ الَّتِي كَانَ عَملهَا فِي الدُّنْيَا بقيت لَهُ عشر حَسَنَات فَإِن لم يُعَاقب بهَا فِي الدُّنْيَا أَخذ من الْحَسَنَات الْعشْر وَاحِدَة وَبقيت لَهُ تسع حَسَنَات ثمَّ يَقُول هلك من غلب آحاده عشرات ثمَّ قَالَ تَعَالَى وَإِن توَلّوا فَإِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم عَذَاب يَوْم كَبِير أَي وَإِن تعرضوا عَمَّا دعوتكم إِلَيْهِ من اخلاص الْعِبَادَة لله وَالِاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة فَإِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم عَذَاب يَوْم كَبِير أَي كَبِير هوله وَهُوَ يَوْم الْقَامَة قَالَ مقَاتل إِن لم يتوبوا فِي الدُّنْيَا فحبس الله عَنْهُم الْمَطَر سبع سِنِين حَتَّى أكلُوا الْعِظَام وَالْميتَة وَقيل معنى قَوْله أَخَاف بِمَا يعلم وَإِنَّمَا عبر عَن الْعلم بالخوف لِأَن الْعلم يُوجد الْخَوْف وَأَشد الْعِصْمَة