انت تنظر الى رونق زهر البيع وبهجته وتصغي الى تَرْجِيع صَوت العندليب ونغمته فيلهيك ذَلِك عَن ذكر مَوْلَاك وتستحوذ بِهِ عَلَيْك دنياك حَتَّى تنسى اخراك فَكيف بك لَو تبرحت لَك حورية مِمَّا نعمت الله فِي كِتَابه اَوْ سعى عَلَيْك بعض الْولدَان المخلدين بأباريقه واكوابه اذا لطار قَلْبك وطاش لبك انما الشّغل بِاللَّه عَمَّا سواهُ مرتبَة العارفين فَأَما من لم يبلغ شَأْنهمْ فَالْأولى بِهِ مقَام الْخَائِفِينَ نَسْتَغْفِر الله مَا اعز جناب الله وَمَا اطهر حَضْرَة الله نَسْتَغْفِر الله نَحن قوم ضعفاء خلق الله انما تحل انفسنا بِحَيْثُ احكمنا الله عَسى الله الَّذِي اخْرُج الْوَرق من الشّجر الْيَابِس ان ينقلنا عَن الاحوال المبغوضة الى احوال رضية ويبدلنا بهم الدُّنْيَا الدنية همما علية فطالما اغاث المجدبين عِنْدَمَا قحطوا وَانْزِلْ الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا يَا معشر الشَّبَاب هَذَا زمَان ربيعكم فَأَيْنَ زهر علومكم يَا معشر الكهول هَذَا اوان خريفكم فَأَيْنَ ثَمَر اعمالكم يَا من قد عَاشَ فِي الاسلام بُرْهَة من الزَّمَان فِي سَماع الحَدِيث النَّبَوِيّ وَالْقرَان ايْنَ آثَار ذَلِك فِي اعمالكم واحوالكم هَذِه ارْض حرث آخرتك هامدة مَا اهتزت بالاعمال الصَّالِحَة وَلَا ربت هَذِه سيوف عزمك كلما ضربت فِي جِهَاد النَّفس والشيطان نبت اذا كَانَ الْبَلَد طيبا خرج نَبَاته بِإِذن ربه واذا جنت لَا تخرج الا نكدا يَا مكروبا لم ينفس من كربه يَا مصرا على ذَنبه قد حَال الشَّيْطَان بَين التَّوْبَة وَبَين قلبه اُصْرُخْ الى الله صُرَاخ من قد يبس عوده وهزمت جُنُوده وَقل بِلِسَان الذّكر فِي الانكسار يَا وهاب النعم الغزار يَا فالق الْحبّ والنوى يَا