هيئات الْعِبَادَة الْخَامِس كَثْرَة التنوع فِي فنون الْخدمَة لِأَنَّهُ إِذا صلى قَائِما فقد عبد ربه بِالْقيامِ وَالرُّكُوع وَالسُّجُود وَالْقعُود وَإِذا صلى قَاعِدا فَاتَ نوع من الْأَرْبَعَة السَّادِس أَن من صلى قَائِما أَخذ نَصِيبا من ترويح الْقلب بِسَبَب تنقله من حَال إِلَى حَال أَكثر نَصِيبا من الْقَاعِد وترويح الْقلب يعين على جودة الذّكر السَّابِع أَن من صلى قَائِما فقد أطَاع الله تَعَالَى بقوله وَقومُوا لله قَانِتِينَ وَطَاعَة الْأَمر مُوجبَة الْأجر وَلَو لم تكن حكمته مَفْهُومه فَكيف وَقد ظَهرت الْحِكْمَة فِي الْقيام فِي الصَّلَاة من وُجُوه كَثِيرَة وَاعْلَم أَن وُرُود هَذَا فِي صَلَاة النَّافِلَة وَأما الْفَرِيضَة فَلَا تصح صلَاتهَا قَاعِدا مَعَ الْقُدْرَة على الْقيام وَمن صلى قَاعِدا فِي الْفَرِيضَة مَعَ قدرته على الْقيام فَهُوَ عَاص وَاخْتلف الْعلمَاء فِي كفره وَأما النَّافِلَة فَجَائِز فِيهَا الْجُلُوس مَعَ الْقُدْرَة على الْقيام لَكِن الْقيام أفضل لما تقدم من الْوُجُوه وأجره نصف أجر الْقَائِم وَإِن كَانَ عَاجِزا عَن الْقيام لم ينقص أجره لِأَنَّهُ عَاجز عَن الْقيام وَأنْشد بَعضهم فِي الحض على عبَادَة الله تَعَالَى تَطَوّعا اعبدوا الله ركعا وسجودا وقياما طورا وطورا قعُودا واذكروه فِي كل حَال فَزَاد من ذكر إسمه يلقِي السعودا إِن فِي اسْم الحبيب فِي الْقلب طَمَعا من يذقه يود مِنْهُ المزيدا لَا يزَال الحبيب غيبا فَإِن أَنْت ذكرته اسْمه يرى مشهودا فترنم باسم الحبيب لأسما ع محبيه واتخذهم عبيدا