فِي مثل هَذِه السَّاعَة يُرْجَى الغفران ويتوقع الاحسان وَيطْلب من صَاحب الامر الامان لَو كشف عَن الابصار حوابك الانتشار لعاينتهم الرَّحْمَة تنزل فِي هَذَا الْوَقْت كالامطار الغزار كم لله فِي مجَالِس الذّكر من عين مُحرمَة على النَّار كم قد وضع فِيهَا عَن الظُّهُور من ثقل الاوزار وتنفجر فِيهَا ينابيع الرَّحْمَة ويتوفر فِيهَا على الْحَاضِرين من النِّعْمَة وَيُعْطى كل سَائل مَا سَأَلَهُ ومبلغ كل امل مَا امله من كرم ذِي الْجلَال والاكرام ومواهب من لَهُ الْفضل والانعام الَّذِي لَا يتعاظم ذَنْب غفره لجانيه وَلَا فضل وَلَا هبة لسائله فاحضروا فِي هَذِه السَّاعَة قُلُوبكُمْ واغسلوا بمياه التَّوْبَة ذنوبكم وَاسْتَغْفرُوا ربكُم فانه يغْفر ذنُوب المستغفرين وَاعْتَذَرُوا اليه من تقصيركم فانه يقبل عذر المعتذرين واستنصروه على من بغى عَلَيْكُم فَمَا اسرع نصرته الى المنتصرين من كَانَ مُقَيّد الْجَوَارِح عَن محارم الله فَهُوَ رَأس الْخَائِفِينَ وَمن كَانَ لَا يسكن بِقَلْبِه الى شَيْء سوى الله فَهُوَ سُلْطَان العارفين فارغبوا فِي الْقرب من الله لله در اقوام عكفوا بقلوبهم عَلَيْهِ وتقربوا بِذبح نُفُوسهم اليه لَا يسعون فِي محبته عذل العاذلين وَلَا يَعْتَذِرُونَ بالانفاق فِي سَبيله بنحل النحالين ابغضوا كل من سواهُ ليَكُون مِنْهُم دانيا وَخَرجُوا من كل شَيْء ليدخلوا اليه وظعنوا عَن كل شَيْء ليقدموا عَلَيْهِ وهجروا كل حبيب فِي طلب وصاله واعرضوا عَن كل قريب طَمَعا فِي اقباله