تعالى بقتال الفئة الباغية، ولو أمسك المسلمون عن قتال أهل البغي لتعطلت فريضة من فرائض الله، وهذا يدل على أن قوله القول والمقتول في النار ليس في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم إنما قاتلوا على التأويل.

قال الطبري: لو كان الواجب في كل اختلاف يكون بين الفريقين من المسلمين الهرب منه ولزوم المنازل وكسر السيوف لما أقيم حد، ولا أبطل باطل، ولوجد أهل النفاق، والفجور سبيلاً إلى استحال كل ما حرم الله عليهم من أموال المسلمين وسبي نسائهم وسفك دمائهم بأن يتحزبوا عليهم، ويكف المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولون هذه فتنة قد نهينا عن القتال فيها، وأمرنا بكف الأيدي والهرب منها، وذلك مخالف لقوله عليه الصلاة والسلام «خذوا على أيدي أسفهائكم»

قلت: فحديث أبي بكرة محمول على ما إذا كان القتال على الدنيا، وقد جاء هكذا منصور فيما سمعناه من بعض مشايخنا: إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار.

خرجه البزار.

ومما يدل على صحة هذا ما خرجه مسلم عن صحيحه، «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال الهرج القاتل والمقتول في النار» فبين هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهالة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015