فضحك ابن سمعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين، فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر» .
وقال ابن عمر «عن النبي صلى الله عليه وسلم: آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة، يقال له جهينة، تقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين» .
ذكره الميانشي أبو حفص عمر ابن عبد المجيد القرشي في كتاب الاختيار له في الملح من الأخبار والآثار.
ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، «من حديث عبد الملك بن الحكم قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة، فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين سلوه.
هل بقي من الخلائق أحد» ؟ ورواه الدراقطني أيضاً في كتاب رواه مالك، ذكره السهيلي.
وقد قيل: إن اسمه هناد، والله أعلم.
فصل: قوله: أتستهزئ مني؟ ـ وفي رواية: أتسخر؟ ـ والهزوء، والسخرية بمعنى واحد، وفيه تأويلان.
أحدهما: أنه صدر منه هذا القول عند غلبة الفرح عليه واستخفافه إياه، كما غلط الذي قال: [اللهم أنت عبدي وأنا ربك] خرجه مسلم.
الثاني: أن يكون معناه: أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من قلة احتفالي بأعمالي، وعدم مبالاتي بها؟ فيكون هذا على وجه المقابلة، كما قال الله تعالى مخبراً عن المنافقين {إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم} أي ينتقم منهم ويجازيهم على استهزائهم،