وقوله حتى يضع فيها قدمه ـ وفي رواية أخرى.
حتى يضع عليها، وفي آخرى رجله ولم يذكر فيها ولا عليها ـ فمعناه عبارة عمن تأخر دخوله في النار من أهلها، وهم جماعات كثيرة لأن أهل النار يلقون فيها فوجاً فوجاً، كما قال الله تعالى {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} .
ويؤيده أيضاً قوله في الحديث: لا يزال يلقى فيها.
فالخرنة تنظر أولئك المتأخرين إذ قد علموهم بأسمائهم وأوصافهم، كما روي عن ابن مسعود أنه قال: ما في النار بيت ولا سلسلة ولا مقمع ولا تابوت إلا وعليه اسم صاحبه، فكل واحد من الخزنة ينتظر صاحبه الذي قد عرف اسمه وصفته، فإذا استوفى كل واحد ما أمر به وما ينتظره ولم يبق منهم أحد قالت الخزنة: قط قط، أي حسبنا حسبنا اكتفينا اكتفينا، وحينئذ تنزوي جهنم على ما من فيها وتنطبق، إذ لم يبق أحد ينتظر فعبر عن ذلك الجمع المنتظر بالرجل والقدم، لا أن الله جسم من الأجسام، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيراً.
والعرب تعبر عن جماعة والجراد بالرجل، فتقول جاءنا رجل من جراد ورجل من الناس، أي جماعة منهم والجمع: أرجل.
ويشهد لهذا التأويل قوله في نفس الحديث: ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خلقاً فيسكنهم فصل الجنة، وفي الحديث تأويلات أتينا عليها في الأسماء والصفات أشبهها ما ذكرناه.
وفي التنزيل {أن لهم قدم صدق عند ربهم} قال ابن عباس: المعنى منزل صدق،