والناس في الحساب، فيقولون للملائكة: إلى أين تحملوننا؟ فيقولون: إلى الجنة.
فيقولون: إنكم لتحمولوننا إلى غير بغيتنا، فتقول لهم الملائكة: وما بغيتكم؟ فيقولون: المقعد الصدق مع الحبيب، كما أخبر: {في مقعد صدق عند مليك مقتدر} ولعل من هذا القبيل من يسأل الله الجنة إلا أن سؤاله إياها لا لها بل موافقة لمولاه لما علم أنه يحب أن يسأل من ثوابه ويستعاذ من عذابه فوافق مولاه
في إيثاره، لا لحظ نفسه كما قال عليه السلام لأحد أصحابه الذي قال «أما أنا فأقول في دعائي اللهم أدخلني الجنة وعافني من النار ولا أدري ما دندنتك ولا دندنه معاذ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن» .
قلت: خرجه أبو داود في سننه وابن ماجه أيضاً.
فصل: قال الحافظ ابن دحية أبو الخطاب: قوله صنفان من أهل النار لم أرهما الصنف فيما ذكر عن الخليل الطائفة من كل شيء.
والسوط في اللغة اسم العذاب وإن لم يكن له ثم ضرب.
قال الفراء.
وقال ابن فارس في المجمل السوط من العذاب النصيب، والسوط خلط الشيء بعضه ببعض وإنما سمي سوطاً لمخالطته وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم عظم السياط وخروجها عن حد ما يجوز به الضرب في التأديب، وهذه الصفة للسياط مشاهدة عندنا بالمغرب إلى الآن وغيره.
وقوله نساء كاسيات عاريات يعني أنهن كاسيات من الثياب عاريات من الذين لانكشافهن وإبدائهن بعض محاسنهن.
وقيل: كاسيات ثياباً رقاقاً يظهر ما خلفها وما تحتها فهن كاسيات في الظاهر عاريات وفي الحقيقة.
وقيل: كاسيات في الدنيا بأنواع الزنية من الحرام وما لا يجوز لبسه عاريات يوم القيامة، ثم قال عليه السلام «مائلات مميلات» قيل: معناه زائغات عن طاعة الله تعالى وطاعة الأزواج وما يلزمهن من صيانة الفروج والتستر عن الأجانب ومميلات يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن.
وقيل: مائلات متبخترات في مشهين مميلات يملن رؤوسهن وأعطافهن من الخيلاء والتبختر ومميلات لقلوب الرجال إليهن لما يبدين من زينتهن وطيب رائحتهن..
وقيل: يتمشطن الميلاء وهي مشطة البغايا، والمميلات: اللواتي يمشطن غيرهن المشة الميلاء.
قال صلى الله عليه وسلم «رؤوسهن كأسنمة اليخت» معناه يعظمن رؤوسهن بالخمر والمقانع ويجعلن على رؤوسهن شيئاً يمسي عندهم التازة لا عقص الشعر.
والذاوئب المباح للنساء حسب ما ثبت في الصحيح عن أم سلمة قالت قلت: يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي الحديث.
مسلم «عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون إلى أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار.
وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» .
«ومن حديث ابن عباس في حديث كسوف الشمس: ورأيت النار فلم أر منظراً كاليوم قط ورأيت أكثر أهلها النساء.
قالوا: بم يا رسول الله؟ قال بكفرهن، قيل أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك ما تكره قالت ما رأيت منك خيراً قط» .
«و