وقيل: هم الأخنس بن شريق.
وقوله عليه السلام: «من أثنيتم عليه شراً وجبت له النار» يعارضه قوله عليه السلام «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» .
أخرجه البخاري.
والثناء بالشر: سب.
فقيل ذلك خاص بالمنافقين الذين شهدت الصحابة فيهم بما ظهر لهم، ولذلك قال عليه السلام: «وجبت به النار» والمسلم لا تجب له النار واختار هذا القول القاضي عياض.
وقيل: ذلك جائز فيمن كان يظهر الشر ويعلن به، فيكون ذلك من باب لا غيبة لفاسق.
وقيل: إن النهي إنما هو بعد الدفن.
وأما قبله فممنوع لقوله عليه السلام: «لا تسبوا الأموات» .
فالنهي عن سب الأموات متأخر فيكون ناسخاً، والله أعلم.
وقوله: «أنتم شهداء الله في الأرض» معناه عند الفقهاء إذا أثنى عليه أهل الفضل والصدق والعدالة لأن الفسقة قد يثنون على الفاسق فلا يدخل في الحديث، وكذلك لو كان القائل فيه عدواً له وإن كان فاضلاً لأن شهادته في حياته لو كانت عليه كانت غير مقبولة، وكذلك الحكم في الآخرة والله أعلم.