الشفاعة تنفع العصاة العصاة من أهل الملة، حتى لا يبقى منهم أحد إلا دخل الجنة.
والجواب عن الآية الأولى ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه أن معنى {من تدخل النار} من يخلد.
وقال قتادة: يدخل مقلوب يخلد ولا تقول كما قال أهل حروراء فيكون قوله على هذا {فقد أخزيته} على بابه من الهلاك أي أهلتكه وأبعدته ومقته.
وبهذا قال سعيد بن المسيب، فإن الآية جاءت خاصة في قوم لا يخرجون من النار.
دليله قوله في آخر الآية {وما للظالمين من أنصار} أي الكفار.
وإن قدرنا الآية في العصاة من الموحدين، فيحتمل أن يكون الخزي بمعنى الحياء.
يقال: خزي يخزي خزاية إذا استحي فهو خزيان وامرأة خزناية.
كذا قال أهل المعاني فخزي المؤمنين يومئذ: استحياؤهم في دخول النار من سائر أهل الأديان إلى أن يخرجوا منها.
والخزي للكافرين هو هلاكهم فيها من غير موت والمؤمنون يموتون، فافترقوا في الخزي والهوان، ثم يخرجون بشفاعة من أذن الله له في الشفاعة وبرحمة الرحمن وشفاعته على ما يأتي في الباب بعد هذا، وعند ذلك يكونون مرضيين قد رضي عنهم، ثم لا يأتي الإذن في أحد حتى يرضى لا يبقى عليه من قصاص ذنبه إلا ما تجيزه الشفاعة فيؤذن فيه فيلحق بالفائزين الراضين، والحمد لله رب العالمين.
وأما قوله تعالى: {يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه} فمعناه: لا يعذبه ولا يعذب الذين آمنوا وإن عذب العصاة وأماتهم فإنهم يخرجهم بالشفاعة وبرحمته على ما يأتي بيانه في الباب بعد هذا، والله أعلم.