فجعلت أفكر في نفسي كيف العبور على هذه؟ فإذا قائل يقول من خلفي: يا عبد الله ضع حملك واعبر فقلت: وما حملي؟ قال: دع الدنيا واعبر، قال: وحدثني أبو بكر خليفة الحارث بن خليفة قال: قال: حدثنا عمرو بن جرير، حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا الدرداء يقول لابنه: يا بني لا يكن بيتك إلا المسجد، فإن المساجد بيوت المتقين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يكن المسجد بيته، ضمن الله لو بالروح والرحمة والجواز على الصراط» .
قلت: وهذا الحديث يصحح ما ذكرناه من الرؤيا فإن من سكن المسجد واتخذه بيتاً وأعرض عن الدنيا وأهله وأقبل إلى الآخرة وعمل لها.
الترمذي «عن أنس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة قال: أنا فاعل إن شاء الله.
قال: فأين أطلبك؟ قال: أول ما تطلبني على الصراط، قلت: فإن لم ألقك؟ قال: فاطلبني عند الميزان.
قلت
: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: فاطلبني عند الحوض، فإني لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن» .
قال: هذا حديث حسن، وقد تقدم من حديث عائشة أنه عليه السلام قال: «أما ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً عند الميزان وعند تطاير الصحف وعند الصراط» .