فمنهم من يجوز الصراط مائة عام، وآخر يجوز على ألف، ومع ذلك كله لن تحرق النار من رأى ربه عياناً لا يضام في رؤيته.
فتوهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط ونظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة قد لظى سعيرها وعلا لهيبها وأنت تمشي أحياناً وتزحف أخرى، قال:
أبت نفسي تتوب فما احتيالي ... إذا برز العباد لذي الجلال
وقاموا من قبورهم سكارى ... بأوزار كأمثال الجبال
وقد نصب الصراط لكي يجوزوا ... فمنهم من يكب على الشمال
ومنهم من يسير لدار عدن ... تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهمين يا وليي ... غفرت لك الذنوب فلا تبالي
وقال آخر:
إذا مد الصراط على جحيم ... تصول على العصاة وتستطيل
فقوم في الجحيم لهم ثبور ... وقوم في الجنان لهم مقيل
وبان الحق وانكشف الغطاء ... وطال الويل واتصل العويل
وذكر مسلم «من حديث أبي هريرة فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيؤذن لهم وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً فيمر أولهم كالبرق الخاطف» .
قال: قلت بأبي أنت وأمي وأي شيء كمر البرق؟ قال: «ألم تر إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: رب