بنا حاسبين} ثبت أن الكفار يسألون عما خالفوا فيه الحق من أصل الدين وفروعه إذ لم يسألوا عما خالفوا فيه أصل دينهم من ضروب تعاطيهم ولم يحاسبوا به ولم يعتد بها في الوزن أيضاً، فإذا كانت موزونة دل على أنهم يحاسبون بها وقت الحساب، وفي القرآن ما يدل أنهم مخاطبون بها مسؤولون عنها محاسبون بها مجزيون على الإخلال بها لأن الله تعالى يقول: {وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة} فتوعدهم على منعهم الزكاة وأخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم {ما سلككم في سقر} الآية.
فبان بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان والبعث وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأنهم مسؤولون عنها محتسبون مجزيون على الإخلال بها.
وفي البخاري، «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} » .
قال العلماء: معنى هذا الحديث أنه لا ثواب لهم وأعمالهم مقابلة بالعذاب فلا حسنة لهم توزن في موازين يوم القيامة، ومن لا حسنة له فهو في النار.
قال أبو سعيد الخدري: يؤتى بأعمال كجبال تهامة فلا تزن شيئاً.
وقيل: يحتمل أن يريد المجاز والاستعارة كأنه قال: فلا قدر لهم عندنا يومئذ والله أعلم.