ثم ينادي: أين هود؟ فيفعل قوم هود مع هود كما فعل قوم نوح مع نوح فيستشهد عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وخيار أمته فيتلو {كذبت عاد المرسلين} فيؤمر بهم إلى النار مثل أمة نوح، ثم ينادي: يا صالح ويا ثمود فيأتون فيستشهد صالح عندما ينكرون فيتلوا النبي صلى الله عليه وسلم {كذبت ثمود المرسلين} إلى آخر القصة فيفعل بهم مثلهم ولا يزال يخرج أمة بعد أمة قد أخبر عنهم القرآن بياناً وذكرهم فيه إشارة كقوله تعالى {وقروناً بين ذلك كثيراً} وقوله {ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها} وقوله {والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات} وفي ذلك تنبيه على أولئك القرون الطاغية كقوم تارخ وتارح ودوحاو أسرا وما أشبه ذلك حتى ينتهي النداء إلى أصحاب الرس وتبع وقوم إبراهيم، وفي كل ذلك لا يرفع لهم ميزان ولا يوضع لهم حساب وهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون، والترجمان يكلمهم لأن الرب تعالى من نظر إليه وكلمه لم يعذبه، ثم ينادي بموسى ابن عمران فيأتي وهو كأنه ورقة في ريح عاصف قد اصفر لونه واصطكت ركبتاه فيقول له: يا ابن عمران جبريل يزعم أنه بلغك الرسالة والتوراة فتشهد له بالبلاغ؟ قال: نعم: قال فارجع إلى منبرك واتل ما أوحى إليك من ربك فيرقى المنبر، ثم يقرأ فينصت له كل من في الموقف فيأتي بالتوراة غضة طرية على حسنها يوم أنزلت حتى تتوهم الأحبار أنهم ما عرفوها يوماً ثم ينادي يا داود فيأتي وهو يرعد وكأنه ورقة في ريح عاصف تصطك ركبتاه فيصفر لونه، فيقول الله جل ثناؤه يا داود: زعم جبريل أنه بلغك الزبور فتشهد له البلاغ؟ فيقول: نعم يا رب فيقال له: ارجع إلى منبرك واتل ما أوحى إليك.
فيرقى ثم يقرأ وهو حسن الناس صوتاً.
وفي الصحيح أنه صاحب المزامير.