مواضع من كتابه، وإنما أراد سبحانه بالموتات الثلاث للعالمين: فالمتحيز إلى العالم الدنيوي يموت، والمتحيز إلى العالم الملكوتي يموت، والمتحيز إلى العالم الجبروتي يموت، فالأول آدم وذرتيه وجميع الحيوان على ضروبه، والملكوتي وهو الثاني أصناف الملائكة والجن، وأهل الجبروت هم المصطفون من الملائكة.
قال الله تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس} فهم كروبيون وحملة العرش وأصحاب سر دقات الجلال كما وصفهم الله في كتابه وأثنى عليهم حيث يقول {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون} وهم أهل حضرة القدس المعنيون بقوله تعالى: {لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين} وهم يموتون على هذه المكانة من الله تعالى والقربة، وليس زلفاهم بمانع لهم من الموت.
قال ابن قسي: وكما تفرقت الطرق بهذه العوالم كذلك تفرقت طرقت