فقال: وفي خبر الوحوش والبهائم تحشر يوم القيامة فتسجد لله سجدة فتقول الملائكة ليس هذا يوم سجود هذا يوم الثواب والعقاب وتقول البهائم هذا سجود شكر حيث لم يجعلنا الله من بني آدم ويقال أن الملائكة تقول للبهائم: لم يحشركم الله جل ثناؤه لثواب ولا لعقاب وإنما يحشركم تشهدون فضائح بني آدم.
ذكره القشيري في اسمه المقسط الجامع، وهذا قول ثابت فتأمله.
فصل: ظن بعض العلماء أن الصيام مختص بعامله موفراً له أجره ولا يؤخذ منه شيء لمظلمة ظلمها متمسكاً بقوله تعالى «الصيام لي وأنا أجزي به»
وأحاديث هذا الباب ترد قوله، وأن الحقوق تؤخذ من سائر الأعمال صياماً كان أو غيره وقيل: إن النوم إذا لم يكن معلوماً لأحد ولا مكتوباً في الصحف هو الذي يستره الله ويخبؤه عليه، حتى يكون له جنة من العذاب، فيطرحون أولئك عليه سيئاتهم فيذهب عنهم ويقيه الصوم فلا يضر أصحابها لزوالها عنهم ولا له لأن الصوم جنته.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في سراج المريدين: وهو تأويل حسن إن شاء تعالى ولا تعارض والحمد لله.