وأيضاً لما كان الحساب عليهم دون الخلق قال منكم فصير الرسل في مخرج اللفظ من الجميع لأن الثقلين قد ضمتهما عرضة القيامة، فلما صاروا في تلك العرضة في حساب واحد في شأن الثواب والعقاب خوطبوا يومئذ بمخاطبة واحدة كأنهم جماعة واحدة لأن بدء خلقهم للعبودية، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} والثواب والعقاب على العبودية إلا أن الجن أصلهم من مارج من نار، وأصلنا من تراب وخلقهم غير خلقنا، ومنهم مؤمن وكافر، وعدونا إبليس عدو لهم يعادي مؤمنهم ويوالي كافرهم، وفيهم أهواء شيعية وقدرية ومرجئة، وهو معنى قوله: {كنا طرائق قدداً} .

وقيل: إن الله تعالى لما قال: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} دخل في الجملة الجن والإنس، فثبت للجن من وعد الجنة لعموم الآية ما ثبت للإنس.

فإن قيل: فما الحكمة في ذكر الجنة مع الإنس في الوعيد وترك إفراده الإنس عنهم في الوعد؟ .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015