قال: تحشر عشرة أصناف من أمتى أشتاتاً قد ميزهم الله تعالى من جماعات المسلمين وبدل صورهم، فمنهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منسكين أرجلهم أعلاهم ووجوههم يسحبون عليها، وبعضهم عمي يترددون، وبعضهم صم بكم لا يعلقون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لعاباً تقدرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع النار، وبعضهم أشد نتناً من الجيف، وبعضهم يلبسون جلابيب سابغة من القطران، فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس يعني النمام، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت والحرام والمكس، وأما المنكسون رؤوسهم ووجوههم فأكلة الربا، والعمي من يجوز في الحكم، والصم البكم الذي يعجبون بأعمالهم، والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين يخالف قولهم فعلهم والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع النار السعاة بالناس إلى السلطان، والذين هم أشد نتناً من الجيف الذي يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله تعالى من أموالهم، والذين يلبسون الجلابيب فأهل الكبر والفخر والخيلاء» .
وقال أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة: ومن الناس من يحشر بفتنته الدنيوية، فقوم مفتونون بالعود معتكفون عليه دهرهم فعند قيام أحدهم من قبره يأخذ بيمينه فيطرحه من يده ويقول سحقاً لك شغلتني عن ذكر الله فيعود إليه، يقول: أنا صاحبك حتى يحكم الله بيننا وهو خير