قال كعب: وهي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.
وقيل: باثني عشر ميلاً ذكره القشيري، والأول ذكره المارودي، وقيل: إن المنادي جبريل والله أعلم.
قال عكرمة: ينادي منادي الرحمن فكأنما ينادي في آذانهم يوم يسمعون الصحية بالحق يريد النفخ في الصور {ذلك يوم الخروج * إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير * يوم تشقق الأرض عنهم سراعا} إلى المنادي صاحب الصور إلى بيت المقدس أرض المحشر {ذلك حشر علينا يسير} أي هين سهل.
فإن قيل: فإذا كانت الصيحة للخروج فكيف يسمعونها وهم أموات؟
قيل له: إن نفخة الإحياء تمتد وتطول، فتكون أوائلها للإحياء وما بعدها للإزعاج من القبور فلا يسمعون ما يكون للإحياء ويسمعون ما يكون للإزعاج، ويحتمل أن تتطاول تلك النفخة والناس يحيون منها أولاً فأولاً، وكلما حيى واحد سمع ما يحيى به من بعده إلى أن يتكامل الجميع للخروج، وقد تقدم أن الأرواح في الصور، فإذا نفخ فيه النفخة الثانية ذهب كل روح إلى جسده، {فإذا هم من الأجداث} أي القبور {إلى ربهم ينسلون} وهذا يبين لك ما ذكرنا وبالله توفيقنا.
وقال محمد بن كعب القرظي: يحشر الناس يوم القيامة في ظلمة، وتطوي السماء وتتناثر النجوم، وتذهب الشمس والقمر، وينادي مناد فيتبع