هم الراغبون إلى الله تعالى فيما أعد لهم من ثوابه، والراهبون هم الذين بين الخوف والرجاء، فأما الأبرار فإنهم يؤتون بالنجائب كما في الحديث على ما يأتي في هذا الباب، وأما المخلطون فهم الذين أرادوا في هذا الحديث، وقيل: إنهم يحملون على الأبعرة، وأما الفجار الذين تحشرهم النار فإن الله تعالى يبعث إليهم ملائكة فتقيض لهم ناراً تسوقهم ولم يرد في هذا الحديث إلا ذكر البعير، فأما أن ذلك من إبل الجنة أو من الإبل التي تحيا وتحشر يوم القيامة، فهذا لم يأت بيانه.
والأشبه ألا يكون من نجائب الجنة لأن من خرج من جملة الأبرار فكان مع ذلك من جملة المؤمنين، فإنهم بين الخوف والرجاء أن من هؤلاء من يغفر الله تعالى ذنوبه فيدخل الجنة، ومنهم من يعاقبه بالنار، ثم يخرجه منها ويدخله الجنة.
وإذا كانوا كذلك لم يلق أن يردوا موقف الحساب على نجائب الجنة، ثم ينزل الله بعضهم إلى النار لأن من أكرمه الله بالجنة لم يهنه بعد ذلك بالنار.
قال: وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [يحشر الناس] الحديث وفي آخره أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك، فهذا إن ثبت مرفوعاً فالركبان هم المتقون السابقون الذين يغفر الله ذنوبهم عند الحساب ولا يعذبهم إلا أن المتقين يكونون على نجائب الجنة والآخرون على دواب سوى دواب الجنة، والصنف الثاني الذين يعذبهم الله بذنوبهم ثم يخرجهم من النار إلى