ذلك يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فيسير الله الجبال فتمر مر السحاب، ثم تكون سراباً ثم ترتج الأرض بأهلها رجاً وهي التي يقول الله عز وجل {يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة} فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل ما في بطونها، وتشيب الولدان، وتتطاير الشياطين هاربة، حتى تأتي الأقطار فتتلقاها الملائكة هاربة فتضرب بها وجوهها ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضعاً وهي التي يقول الله عز وجل {يوم التناد * يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد} فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر، ورأوا أمراً عظيماً لم يروا مثله فيأخذهم من ذلك من الكرب والهول ما الله به عليم، ثم ينظرون إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانخسف شمسها وقمرها وانتثرت نجومها، ثم كشطت السماء عنهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والموتى لا يعلمون شيئاً من ذلك.
قلت: يا رسول الله فمن استثنى الله عز وجل، حين يقول {ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} ؟ قال: أولئك هم الشهداء عند ربهم يرزفون.
إنما يصل الفزع إلى الأحياء، يقيهم الله شر ذلك اليوم ويؤمنهم منه.
وهو عذاب يلقيه الله على شرار خلقه، وهو الذي يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} أي شديد فتمكثون في ذلك ما شاء الله إلا أنه يطول عليهم كأطول يوم، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ