حالة الشهداء لا غيرهم بدليل الحديث المتقدم.
وقوله تعالى: {بل أحياء عند ربهم يرزقون} ولا يرزق إلا حي فلا يتعجل الأكل والنعيم لأحد إلا للشهيد في سبيل الله بإجماع من الأمة.
حكاه القاضي أبو بكر بن العربي في سراج المريدين، وغير الشهيد بخلاف هذا الوصف إنما يملأ عليه قبره خضراً ويفسح له فيه.
وقوله: نسمة المؤمن.
أي روح المؤمن الشهيد.
يدل عليه قوله في نفس الحديث «حتى يرجعه الله تعالى إلى جسده يبعثه» .
الثالث: فإن قيل: فقد جاء أنه الأرواح تتلاقى في السماء والجنة في السماء يدل على قوله عليه السلام: «إذا دخل رمصان فتحت أبواب السماء» وفي رواية أبواب الجنة؟ قلنا: لا يلزم من تلاقي الأرواح في السماء أن يكون تلاقيها في الجنة، بل أرواح المؤمنين غير الشهداء تارة تكون في الأرض على أفنية القبور، وتارة في السماء لا في الجنة.
وقد قل إنها تزور قبورها كل يوم جمعة على الدوام، ولذلك تستحي زيارة القبور ليلة الجمعة ويوم الجمعة وبكرة السبت فيما ذكر العلماء.
والله أعلم.