أبو هريرة إذا أصبح ينادي: أصبحنا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار وإذا أمسى ينادي: أمسينا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار فلا يسمع أيا هريرة أحد إلا تعوذ بالله من النار وقد قيل: إن أرواحهم في صخرة سوداء تحت الأرض السابعة على شفير جهنم في حواصل طير سود.
والغداة والعشي إنما هو بالنسبة إلينا على ما اعتدناه لا لهم إذ الآخرة ليس فيها مساء ولا صباح فإن قيل.
فقد قال الله تعالى: {ولهم رزقهم فيها بكرةً وعشياً} قلنا: الجواب عنهما واحد وسيأتي له مزيد بيان في وصف الجنان إن شاء الله تعالى.
يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حديث «ابن عمر: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة» وهذه حالة مختصة بغير الشهداء.
وفي صحيح مسلم عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} فقال: [أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح في الجنة حيث نشاء؟