ربي حقاً! فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يسمعون! وأنى يجيبون! وقد جيفوا؟ قال جهنم والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم.
ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا» ثم أمر بهم فسحبوا فالفوا في قليب بدر.
فصل: اعلم رحمك الله أن عائشة رضي الله عنها قد أنكرت هذا المعنى.
واستدلت بقوله تعالى: {فإنك.
لا تسمع الموتى} وقوله {وما أنت بمسمع من في القبور} ولا تعارض بينهما لأنه جائز أن يكونوا يسمعون في وقت ما.
أو في حال ما فإن تخصيص العموم ممكن وصحيح إذا وجد المخصص.
وقد وجد هنا بدليل ما ذكرناه ـ وقد تقدم ـ وبقوله عليه الصلاة والسلام: «إنه ليبسمع قرع..نعالهم» وبالمعلوم من سؤال الملكين للميت في قبره وجوابه لهما وغير ذلك مما لا ينكر، وقد ذكر ابن عبد البر في كتاب التمهيد والاستذكار من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه، ورد علي السلام.
صححه أبو محمد عبد الحق، وجيفوا معناه: أنتنوا.