فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» .
قال كعب الأحبار: إذا وضع العبد الصالح في قبره احتوشته أعماله الصالحة فتجيء ملائكة العذاب من قبل رجليه: قتقول الصلاة: إليكم عنه، قيأتون من قبل رأسه.
فيقول الصيام: لا سبيل لكم عليه.
فقد أطال ظمأه لله عز وجل في دار الدنيا، فيأتون من قبل جسمه.
فيقول الحج والجهاد: إليكم عنه، فقد أنصب نفسه وأتعب بدنه وحج وجاهد لله عز وجل.
لا سبيل لكم عليه.
فيأتون من قبل يديه، فتقول الصدقة: كفوا عن صاحبي فكم من صدقة خرجت من هاتين اليدين، حتى وقعت في يد الله عز وجل ابتغاء لوجهه، فلا سبيل لكم عليه.
قال: فيقال له: نم هنيئاً، طبت حياً وطبت ميتاً.
قلت: هذا لمن أخلص في عمله وصدق الله في قوله وفعله وأحسن نيته له في سره وجهره، فهو الذي تكون أعماله حجة له، ودافعة عنه، فلا تعارض بين هذا الباب، وبين ما تقدم من الأبواب.
فإن الناس مختلفو الحال في خلوص الأعمال.
والله أعلم.
النسائي «عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة