وكذلك إذا وصى به.
وقد روى ما يدل على أن الميت يصيبه عذاب ببكاء الحي عليه وإن لم يكن من سنته ولا من اختياره ولا مما أوصى به.
واستدلوا بحديث أنس المذكور.
«وبما روى من حديث قيلة بنت مخرمة.
وذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم ولداً لها مات ثم بكت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفاً.
فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع؟ ثم قال: اللهم أثبني فيما أمضيت، وأعني على ما أبقيت.
فو الذي نفس محمد بيده إن أحيدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه.
يا عباد الله لا تعذبوا موتاكم» ذكره ابن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهما.
وهو حديث معروف إسناده لا بأس به وسياقه يدل على أن بكاء هذه لم يكن من اختيار لابنها لأن ابنها صاحب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا كان هذا البكاء المعروف في الجاهلية الذي كان من اختيار الميت ومما يوصي به.
وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب «من حديث أبي موسى