في قبر قريب من القبر المحفور: اللهم إني أعوذ بك من الجار السوء.
قال: فركعت ثم سجدت وسلمت.
ثم خرجت حتى لقيت أصحاب الجنازة فسلمت وقلت: لا تقربونا وتنحوا عنا ـ عافاكم الله ـ قالوا: ما نستطيع ذلك.
وقد حفرنا قبرنا هذا.
ولا نستطيع أن نذهب إلى غيره.
فقلت: من أولى بالجنازة؟ فقالوا: هذا ابنه.
فقلت له: هل لك أن تتنحى عنا وتناولني ثوبك هذا الذي عليك فألبسه وأعطيك بردي هذا، فإني قد أخذته باليمن بسبعين ديناراً وهو ها هنا خير من سبعين؟ فإن كان على أبيك دين قضيته عنه.
وإن لم يكن، انتفع بذلك الورثة.
وتكف عنا ما نكره.
قال: فأنكر القوم قولي أن يكون على رجل برد يلتف به ثمنه سبعون ديناراً.
فاحتجت إلى أن أخبرهم من أنا؟ فقلت: تعرفون طاووس اليماني؟ قالوا: نعم.
قلت: فأنا طاووس اليماني وما قلت في البرد إلا حقاً.
فناولني الرجل رداءه وأخذ ردائي وانصرف عنا، وأقبلت حتى وقفت على صاحب القبر.
فقلت: ما كان لك ليجاورك جار تكرهه وأنا أستطيع رده.
ثم عدت إلى صلاتي.
الترمذي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه خرج الحافظ أبو نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني في كتاب الإبانة له.
«حدثنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر قال: حدثنا علي بن الحسين بن بندار.
قال: حدثنا محمد بن الصفار، قال: حدثنا معاوية.
قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسنوا أكفان موتاكم، فإنهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم» .
وفي صحيح مسلم «عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه» .
الترمذي «عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه