قلت: ويحتمل أن يكون قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} خاصاً في السيئة بدليل ما في صحيح مسلم، «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها له عشراً إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة» والقرآن دال على هذا.
قال الله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وقال تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة} الآية، وقال في الآية الأخرى: {كمثل جنة بربوة} وقال: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرةً} وهذا كله تفضل من الله تعالى، وطريق العدل: {أن ليس للإنسان إلا ما سعى} ، إلا أن الله عز وجل يتفضل عليه بما لم يجب له كما أن زيادة الأضعاف فضل منه كتب لهم بالحسنة الواحدة: عشراً إلى سبعمائة ضعف إلى ألف ألف حسنة.
كما قيل لأبي هريرة: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «أن الله ليجزي عن الحسنة الواحدة: ألف ألف حسنة» فقال: سمعته يقول: «إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة: ألفي ألف حسنة» فها تفضل، وقد تفضل الله على الأطفال بإدخالهم الجنة بغير