القداة من السقا.

والفاجر تسل روح كالسفود من الصوف المبلول.

هكذا حكى صاحب الشرع عليه السلام، والميت يظن أن بطنه ملئت شوكاً، كأنما نفسه تخرج من ثقب إبرة، وكأن السماء انطبقت على الأرض وهو بينهما، فإذا احتضرت نفسه إلى القلب، مات لسانه عن النطق فما أحد ينطق، والنفس مجموعة في صدره لسرين.

أحدهما: أن الأمر عظيم قد ضاق صدره بالنفس المجتمعة فيه، ألا ترى أن الإنسان إذ أصابته ضربته في الصدر بقي مدهوشاً، فتارة لا يقدر على الكلام، وكل مطعون يطعن يصوت إلا مطعون الصدر فإنه يخر من غير تصويت.

وأما السر الآخر: فلأن الذي فيه حركة الصوت المندفعة من الحرارة الغريزية فصار نفسه متغير الحالتين، حال الارتفاع والبرودة، لأنه فقد الحرارة، فعند هذا الحين تختلف أحوال الموتى، فمنهم من يطعنه الملك حينئذ بحربة مسمومة قد سقيت سما من نار فتفر الروح، وتفيض خارجة، فيأخذ الملك في يده وهي ترعد أشبه شيء بالزئبق على قدر الجرادة شخصاً إنسانياً، ثم يناولها الزبانية.

ومن الموتى من تجذب نفسه رويداً حتى تنحصر في الحنجرة وليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015