وقيل: إذا أراد الله انقراض الدنيا وتمام لياليها وقربت النفخة خرجت نار من قعر عدن لتسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم وتقيل معهم حتى يجتمع الخلق بالمحشر الإنس والجن والدواب والوحوش والسباع والطير والهوام وخشاش الأرض وكل من له روح، فبينما الناس قيام في أسواقهم يتبايعون وهم مشتغلون بالبيع والشراء إذا هم بهدة عظيمة من السماء يصعق منها نصف الخلق فلا يقومون من صعقتهم مدة ثلاثة أيام، والنصف الآخر من الخلق تذهل عقولهم فيبقون مدهوشين قياماً على أرجلهم، وهو قوله تعالى {ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} فبينما هم كذلك إذا هدة أخرى أعظم من الأولى غليظة فظيعة كالرعد القاصف، فلا يبقى على وجه الأرض أحد إلا مات.
كما قال ربنا جل وعلا {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} فتبقى الدنيا بلا آدمي ولا جني ولا شيطان، ويموت جميع من في الأرض من الهوام والوحوش والدواب وكل شيء له روح، وهو الوقت المعلوم الذي كان بين الله تعالى وبين إبليس الملعون.
ما جاء في خراب الأرض والبلاد قبل الشام ومدة بقاء المدينة خراباً قبل يوم القيامة وفي علامة ذهاب الدنيا ومثالها وفي أول ما يخرب ما يخرب منها.
«روي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويبدأ الخراب في أطراف الأرض حتى تخرب مصر، ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب البصرة، وخراب البصرة من العراق، وخراب مصر من جفاف النيل،