حديث تميم الداري فإنه وافق الذي كنت حدثتكم عنه وعن المدينة ومكة، إلا أنه في بحر الشام وبحر اليمن لا بل من قبل المشرق وما هو من قبل المشرق، وأومأ بيده إلى المشرق» قال: حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد خرج ابن ماجه «حديث فاطمة بنت قيس: قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وصعد المنبر وكان لا يصعد عليه مثل ذلك اليوم إلا يوم الجمعة، فاشتد ذلك على الناس فمن بين قائم وجالس فأشار إليهم بيده أن اقعدوا، فو الله ما قمت مقامي إلا لأمر ينفعكم لا رغبة ولا رهبة، ولكن تميم الداري أتاني فأخبرني خبراً منعني القيلولة من الفرح وقرة العين، فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا أن ابن عم لتميم الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها، فقعدوا في قوارب السفينة فخرجوا بها فإذا هم بشيء أهدب أسود كثير الشعر.
قالوا لها: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة.
قالوا: أخبرينا.
قالت: ما أنا مخبرتكم شيئاً ولا سائلكتم، وليكن هذا الدير قد رهقتموه فائتوه فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم فأتوه فدخلوه عليه، فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق مظهر الحزن شديد التشكي قال لهم: من أين؟ فقالوا: من الشام.
فقال: ما فعلت العرب؟ قالوا: نحن قوم من العرب عم تسأل؟ قال: ما فعل الرجل الذي خرج فيكم؟ قالوا: خيراً أتى قوماً فأظهره الله عليهم، فأمرهم اليوم جميع إلههم واحد ودينهم واحد ونبيهم واحد.
قال: ما فعلت عين زغر؟ قالوا: خيرا يسقون منها لزروعهم ويستقون منها لشعبهم.
قال: ما فعل نخل بين عمان وبيسان؟ قالوا: يطعم ثمره كل عام.
قال: ما فعلت بحيرة الطبرية؟ قالوا تدفق بجنباتها من كثرة الماء.
قال: فزفر ثلاث زفرات