يحييها فيما يرى الناس فيقول للناس: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب فيفر الناس إلى جبل الدخان وهو بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهداً شديداً، ثم ينزل عيسى عليه السلام فيأتي في السحر فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون: هذا رجل فينطلقون فإذا هم بعيسى بن مريم عليهما السلام فيقام للصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله فيقول: ليتفضل إمامكم فليصل بكم فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيقتله حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله» .
قوله: ينماث كما ينماث الملح في الماء أي يذهب وينحل ويتلاشى.
وفي بعض الروايات: وذكر أن حماره حين يخطو من خطوة إلى خطوة ميل ولا يبقى له سهل ولا وغز إلا يطؤه ولا يبقى موضع إلا يأخذه غير مكة والمدينة حسبما تقدم ويأتي الكلام أبو حنيفة في حكم أيامه.
وذكر عبد الرزاق قال: «أخبرنا معمر عن ابن خيثم، عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاضطرام السعفة في النار» والصحيح أنه يمكث أربعين يوماً كما في حديث جابر، وكذلك في صحيح مسلم على ما يأتي في الكتاب بعد هذا.