قال حذيفة: فقلت يا رسول الله وكيف أخذت هذه الأشياء من بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل لما عصوا وقتلوا الأنبياء سلط الله عليهم بخت نصر وهو من المجوس فكان ملكه سبعمائة سنة وهو قوله تعالى {فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً} فدخلوا بيت المقدس وقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال وأخذوا الأموال وجميع ما كان في بيت المقدس من هذه الأصناف، واحتملوها على سبعين ألف عجلة حتى أودعوها
أرض بابل، وأقاموا يستخدمون بني إسرائيل ويستملكونهم بالخزي والعقاب والنكال مائة عام، ثم إن الله عز وجل رحمهم فأوحى الله إلى ملك من ملوك فارس أن يسير إلى المجوس في أرض بابل يستنقذ ما في أيديهم من بني إسرائيل، فسار إليهم ذلك الملك حتى ذلك أرض بابل، فاستنقذ من بقي من بني إسرائيل من أيدي المجوس واستنقذ ذلك الحلى الذي كان في بيت المقدس ورده إليه كما كان أول مرة، وقال لهم يا بني إسرائيل: إن عدتم إلى المعاصي عدنا عليكم بالسبي والقتل، وهو قوله تعالى {عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا} يعني إن عدتم إلى المعاصي عدنا عليكم بالعقوبة، فلما رجعت بنو إسرائيل إلى بيت المقدس عادوا إلى المعاصي، فسلط الله عليهم ملك الروم قيصر وهو قوله تعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا} فغزاهم في البر والبحر فسبقهم وقتلهم وأخذ أموالهم