فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} فلا يبقى منهم إلا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير وهما من جهينة» ولذلك جاء القول: وعند جهينة الخبر اليقين.
قلت: حديث حذيفة هذا فيه طول، وكذلك حديث ابن مسعود فيه ثم إن عروة بن محمد السفياني يبعث جيشاً إلى الكوفة خمسة عشر ألف فارس، ويبعث جيشاً آخر فيه خمسة عشر ألف راكب إلى مكة والمدينة لمحاربة المهدي ومن تبعه، فأما الجيش الأول فإنه يصل إلى الكوفة فيتغلب عليها ويسبي من كان فيها من النساء والأطفال ويقتل الرجال ويأخذ ما يجد فيها من الأموال، ثم يرجع فتقوم صيحة بالمشرق، فيتبعهم أمير من أمراء بني تميم يقال له شعيب بن صالح، فيستنفذ ما في أيديهم من السبي ويرد إلى الكوفة.
وأما الجيش الثاني فإنه يصل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقاتلونها ثلاثة أيام، ثم يدخلونها عنوة ويسبون ما فيها من الأهل والولد، ثم يسيرون نحو مكة أعزها الله لمحاربة المهدي ومن معه، فإذا وصلوا إلى البيداء مسحهم الله أجمعين فذلك قول الله تعالى {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} .
وقد ذكر خبر السفياني مطولاً بتمامة أبو الحسين أحمد بن جعفر بن