فصل

قلت: قوله [تستنطف] أي ترمي.

مأخوذ من نطف الماء أي قطر.

والنطفة الماء الصافي قل أو كثر والجمع النطاف.

أي أن هذه الفتنة تقطر قتلاها في النار أي ترميهم فيها لأقتتالهم على الدنيا واتباع الشيطان والهوى وقتلاها بدل من قوله العرب هذا المعنى الذي ظهر لي في هذا ولم أقف فيه على شيء لغيري والله أعلم.

قوله: «اللسان فيها أشد من وقع السيف» أي بالكذب عند أئمة الجور ونقل الأخبار إليهم، فربما ينشأ عن ذلك من النهب والقتل والجلد والمفاسد العظيمة أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها.

وفي الصحيحين، «عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار بعد ما بين المشرق والمغرب» وفي رواية عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» لفظ مسلم.

وقد روي «أن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقى لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً» فقوله: من سخط الله أي مما يسخط الله، وذلك بأن يكون كذبة أو بهتاناً أو بخساً أو باطلاً يضحك به الناس، كما جاء «عن النبي صلى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015