أفعاله ثياب العار والذمام وبقي الوقوف بين يدي الملك العلام {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} ورجع الشريف أبو عبد الله محمد إلى بلاد اليمن، فلم يزل والياً عليهم حتى قتل علي رضي الله عنه.

ويقال: إن بشر بن أطأرة لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم حرفاً لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو صغير فلا تصح له صحبة.

قاله الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما، وقال آخرون: خوف في آخر عمره.

قال يحيى بن معين: وكان الرجل سوء.

قال المؤلف رحمه الله: كذا ذكره الحافظ أبو الخطاب بن دحية رحمه الله.

وقد ذكر أبو داود، «عن جنادة، عن ابن أبي أمية قال: كنا مع بشر بن أطأرة في البحر فأتى بشارق يقال له منصور وقد سرق بختية، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقطع الأيدي في الغزو ولولا ذلك لقطعته» .

قال أبو محمد عبد الحق: بشر هذا يقال ولد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له أخبار سوء في جانب علي وأصحابه، وهو الذي ذبح طفلين لعبيد الله بن العباس، ففقدت أمهما عقلها وهامت على وجهها، فدعا عليه علي رضي الله عنه أن يطيل الله عمره ويذهب عقله، كان كذلك، قال ابن دحية: ولما ذبح الصغيرين وفقدت أمهما عقلهما كانت تقف في الموسم تشعر شعراً يبكي العيون ويهيج بلابل الأحزان والعيون وهو هذا:

هامن أحس بإبني اللذين هما ... كالدرتين تسطا عنهما الصدف

يقال تسطعت العصاة إذا صارت فلقاً، قاله في المجمل وغيره.

هامس أحس بإنبي اللذين هما ... سمعي وعقلي فقلبي اليوم مختطف

حدثت بشراً وما صدقت ما زعموا من قولهم ومن الإفك الذي اقترف

أحنى على ودجي إبني مرهف ... مشحوذة وكذاك الإثم يقترف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015