صغيران بين يدي أمهما يمرحان، وهما قثم وعبد الرحمن، فوسوست أمهما وأصابها ضرب من الجان لم أشعله الثكل في قلبها من لهب النيران.
روى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه في حديث فيه طول: كان أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله يتعوذ من شر يوم البلاء ويوم العورة في صلاة صلاها أطال قيامها وركوعها وسجودها، قال: فسألناه مم تعوذت وفيم دعوت؟ فقال: تعوذت من يوم البلاء ويوم العورة، فإن نساء من المسلمات ليسبين ليكشف عن سوقهن، فأيتهن كانت أعظم ساقاً اشتريت على عظم ساقها، فدعوت الله عز وجل أن لا يدركني هذا الزمان ولعلكما تدركانه.
وذكر أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن محمد الحبطلي ببغداد في تاريخه الكبير، حدثنا محمد بن مؤمن بن حماد قال: حدثنا سلمان بن شيخ قال: حدثنا محمد بن عبد الحكم، عن عوانة قال: أرسل معاوية بعد تحكيم الحكمين بشر بن أرطأة في جيش، فساروا من الشام حتى قدموا المدينة وعامل المدينة يومئذ لعلي عليه السلام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففر أبو أيوب ولحق بعلي رضي الله عنهما.
ودخل بشر المدينة فصعد منبرها فقال: أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس يعني عثمان بن عفان، ثم قال يا أهل المدينة: والله لولا ما عهدته إلى معاوية ما تركت فيها محتلماً إلا قتلته، ثم أمر أهل المدينة بالبيعة لمعاوية، وأرسل إلى بني سلمة فقال ما لكم عند أمان ولا مبايعة