والتعظيم لأمرها كما قال: [دويهية تصفر منها الأنامل] أي ههذ الفتنة سوداء مظلمة، ودلت أحاديث هذا الباب على أن الصحابة رضي الله عنهم كان عندهم من علم الكوائن إلى يوم القيامة العلم الكثير، لكن لم يشيعوها إذ ليست من أحاديث الأحكام وما كان فيه شيء من ذلك حدثوا به وتقصروا عنه.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين أما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.
قال أبو عبد الله البلعوم مجرى الطعام، والفسطاط الخيمة الكبيرة وتسمى مدينة مصر الفسطاط، والمراد به في هذا الحديث الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخرى تشبيهاً بانفراد الخيمة عن الأخرى.
وتشبيهاً بانفراد المدينة عن الأخرى حملاً على تسمية مصر بالفسطاط والله أعلم.
باب ذكر الفتنة التي تموج موج البحر وقول النبي صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتي على يد أغيلمة من سفهاء قريش
ابن ماجه عن شقيق عن حذيفة قال: كنا جلوساً عند عمر بن الخطاب فقال: أيكمك يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة: فقلت أنا، فقال إنك لجزيء، قال: كيف سمعه يقول؟ قلت سمعته يقول «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره يكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» فقال عمر: ليس هذا أريد التي تموج موج البحر.
قال مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باباً مغلقاً،