«82» - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ثلاث من كنّ فيه فهو منافق وإن صلّى وصام وزعم أنه مسلم: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
«83» - قال الأصمعيّ: كان ربعيّ بن خراش لم يكذب قطّ، فأقبل ابنان له من خراسان من عند قتيبة وقد أخلّا بمركز هما فباتا عنده، فسعي بهما، فدعا به عامل البصرة فقال: أين ابناك؟ قال: تركتهما في المنزل قال: هما لك.
«84» - لما نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبّة حمراء وجعل الناس يسلّمون على معاوية ثم يميلون إلى يزيد، حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال: يا أمير المؤمنين اعلم انك لو لم تولّ هذا أمور المسلمين لأضعتها، والأحنف جالس، فقال معاوية: ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟ فقال:
أخاف الله إن كذبت، وأخافكم إن صدقت. فقال: جزاك الله عن الطاعة خيرا؛ وأمر له بألوف.
فلما خرج الأحنف لقيه الرجل بالباب فقال: يا أبا بحر، إني لأعلم أنّ شرّ ما خلق الله تعالى هذا وابنه، ولكنهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال، فلسنا نطمع في استخراجها إلّا بما سمعت. قال له الأحنف: يا هذا أمسك، فإنّ ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها.
«85» - قال رجل لعبد الملك بن مروان: إني أريد أن أسرّ إليك شيئا، فقال له عبد الملك: قف، لا تمدحني فإني أعلم بنفسي، ولا تكذبني فإنّه لا رأي لمكذوب، ولا تغتب عندي أحدا. فقال: يا أمير المؤمنين، أتأذن في الانصراف؟
قال: إذا شئت.